اعمدة ومقالات الرأى

قاسم فرحنا ..يكتب :(صراع المصالح وإمكانية تحقيق سلام في السودان)

الخرطوم :الرسالة نيوز

ان تحقيق سلاما في السودان ليس بالغاية السهلة طالما هنالك صراع مصالح استراتيجي بين دول تتحالف وتتكتل من اجل مصالحها لا من اجل أمن واستقرار البلاد.فالعالم الان منقسم بين معسكرين شرقي وغربي وكل محور من هذه المحاور يرى أهمية دوره في صراع السودان الذي اشعلته الإمارات اللاعربية بالوكالة عن دولة الكيان الصهيوني وحلفائها من الغرب الطامع في ثروات السودان وموقعه الإستراتيجي الخلاب الذي يجعله حلقة وصل بين شرق وغرب وشمال وجنوب افريقيا هذه القارة التي ستشهد غزوا استعماريا بشكل تلعب تلعب فيه الراسمالية الجديدة دورا هاما.

حرب السودان التي تقترب من عامها الثالث اضحت عامل جزب لصراع المصالح والتسابق نحو تحقيق الغايات في منطقة البحر الاحمر التي تعتبر مدخلا إستراتيجيا يساعد من يتوغل فيه على تحقيق تطلعاته في المنطقة في ظل سباق دولي متواصل ناحية سواحل السودان.

روسيا وامريكا والصين وتركيا والإمارات والسعودية ومصر كل هذه الدول وبتحالفات دولية عريضة تتسابق نحو السودان عبر نافذة الحرب واستغلال وضعية البلاد عبر الإستقطاب الناعم والإبتزاز خاصة معسكر أمريكا الداعم للرباعية التي لا تريد إلا التوصل لهدنة تخدم التمرد وتعيده للحياة من جديد بعد أن حصدته نيران القوات المسلحة وداعميها في محاور القتال بكردفان التي بات قريبة جدا من التحرر الكامل بعدها ستتوجه الانظار نحو دارفور لإنجاز المهمة.

بعد أن رفض الشعب السوداني هدنة الرباعية التي صنعت لها الامارات منصات إعلامية عبر ناشطي قحت والمعارضين وأصحاب الأجندات الخاصة جاءت مبادرة واشنطن والرياض أو إبن سلمان وترامب هذه المبادرة تعتبر امتداد طبيعي لجهود للرباعية لا تريد إلا خدمة مصالحها وحماية مكتسابتها في السودان.

ما يحدث الان هو صراع مصالح وسباق إستراتيجي له ما بعده وقد يكلفنا الكثير.بلادنا في حوجة لتعاضد وتكاتف شعبها وليت القحاتة يعلمون بأن هنالك دول تستخدمهم كمخالب قط لتدمير بلادهم وجعلها ضعيفة ومفككة الأوصال….لماذا يصرون على وجود تأسيس كحكومة واقع رغم رفض العالم لها بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والإتحاد الإفريقي والأوربي لهذه الحكومة باعتبارها مهددا لوحدة وأمن وإستقرار البلاد.

يمكن للسلام أن يتحقق بإرادة سودانية خالصة وتفاوض سوداني سوداني بعيدا عن الاجندات وصراعات العالم من اجل مواردنا التي يجب أن يتم تسخيرها لرفعة وسموء وبتاء وتطوير السودان.

الجنجويد إلى زوال والجيش سينتصر في معركته طال الزمن او قصر فلماذا الاستعجال. فالدول التي تريد احقاق السلام هي جزء من الصراع وبعضها داعم للتمرد ويضع العراقيل أمام الجيش السوداني لمواصلة مهمته…لماذا قامت الحرب إذا؟ وأين كانت هذه الدول حينما توترت الاوضاع في السودان قبيل اندلاع الحرب؟ ولماذا لم تبذل هذه الدول جهودا حينها لمنع اتدلاع الحرب في البلاد؟ .

لا رباعية ولا ثنائية تريد بنا خيرا.فحتى ساستنا حينما تتفق مصالحهم مع مصالح الاجنبي ينحازون لما فيه مصالحهم ويتركون شعب بلادهم يواجه المجهول.
حرب الجنجويد المفروضة على البلاد نهايتها ليس بيد داعميها.بل نهايتها بيدنا نحن كسودانيين دفعنا ارواحا طاهرة استشهدت من أجل الوطن. اغتصب العدو حرائرنا والعالم يتفرج ويبارك ويضحك كما يضحك حمدوك وصموده في كينيا ومنابر افريقيا الداعمة لتفكيك السودان.

جرائم حرب وابادة جماعية وثقها العدو بنفسه وقدمها كدليل ادانة إلا أن العالم انكرها وغض عنها الطرف . الان كل العالم بالنسبة لنا هو (ابو لولو) .وحينما يتقدم الجيش ميدانيا يتسابقون لتحقيق سلام مشروخ لا يحقق الحد الأدنى من مطالب السودانيين.جهودهم هذه الغرض منها منع تقدم الجيش وتثبيط همته.
لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا.دعونا وشأننا .فرضتم علينا حربا تدميرية فتصدينا لها بارادة سودانية قوية وهزمنا مشروعكم الاستعماري.وحينما تهاوى الدعم السريع ومرتزقة الامارات تناسيتم كل شيء وساقتكم مصالحكم نحو منابر التفاوض لانقاذ المليشيا من الهلاك..

الحرب دمرت كل شي في السودان فمن كانت بقلبه زرة رحمة فليدعم معسكرات النزوح وليساهم في اعادة ما دمرته حرب الامارات الجنجويدية في السودان …..
جيشنا الفتي الان يمتلك زمام المبادرة.كفوا ايديكم عن التمرد… شهرا واحد سنسلكم بلادا تسر الناظرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى