اعمدة ومقالات الرأى

إبر الحروف عابد سيد أحمد يكتب :(إفعلها يا ريس!!)

الخرطوم:الرسالة نيوز

يُحمد لوزير الداخلية الفريق بابكر سمرة أنه، قبل صدور أي توجيهات رئاسية بعودة الوزارات الاتحادية والمؤسسات التابعة لها إلى العاصمة القومية الخرطوم ، بادر بالعودة مستبقًا الجميع، وباشر مهامه من هناك، ونجح بعودته في بسط الأمن ونشر الشرطة وإنهاء الجرائم التي كانت تثير الرأي العام.

كما يُحمد لوزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم عودته المبكرة، والتي كان لها أثرها الفاعل في إعادة تشغيل كثير من المستشفيات، بجانب دوره الواضح مع لجنة الفريق جابر وحكومة الخرطوم في التصدي للأوبئة التي عاشها مواطنو الولاية وهو بينهم.

إلا أنه، وبرغم النموذجين الناجحين، وبرغم توجيهات رئيس الوزراء قبل أشهر بإكمال الوزارات الاتحادية عودتها للخرطوم بنهاية نوفمبر – والذي مضى دون أن تعود الوزارات – وما زال الحال كما هو.

وبرغم توجيه لجنة الأمن والدفاع الوطني في آخر اجتماع لها بالخرطوم بعودة الوزارات خلال أسبوع إلى العاصمة القومية ليكون لها حضورها ودورها في الإعمار بعد أن أصبحت العاصمة آمنة، إلا أن الأسبوع مرّ ولم تعد.

وعلى الرغم من أن لجنة الفريق جابر قد سلّمت كل الوزارات مقارها البديلة بالخرطوم، لم نُشاهد أي التزام بالتوجيهات.

ويُحسب للمرأة الحديدية د. آمنة ميرغني، محافظ بنك السودان الجديد، إعلانها امس عودة البنك المركزي خلال أيام إلى الخرطوم والتي يمكن أن تعين المواطنين بتسهيلات الحصول على الطاقات البديلة كما تم في ولاية الجزيرة

و عودة الحكومة إلى الخرطوم تشكل أقوى رسالة للعالم بأننا ندير البلاد من مقرّ عاصمتها الطبيعي بعد القضاء على التمرد ونقل المليشيا حربها إلى الأطراف.

كما أن العودة سيكون لها أثرها في تطبيع الحياة بالعاصمة وتشجيع من لم يعودوا من المواطنين على العودة، وتمكين الوزارات من أداء دورها في الإعمار كما فعلت الداخلية والصحة.

أما بقاء الحكومة في بورتسودان فلم يعد له أي مبرّر، وهي نفسها تعاني من وجود الوزارات في مجمع (جملونات) ناءٍ .

كما لا بد أن تعود المؤسسات مع عودة بنك السودان، وأن تعود هنا أم درمان لينطلق صوتها من أم درمان بدلًا من عطبرة، ويعود تلفزيون السودان. فقد تفوقت عليهما إذاعة وقناة الخرطوم التي لم تغادر الولاية طوال الحرب؛ وبرغم احتلال الميليشيا لدورها ونهبها وتدمير استديوهاتها، نجحت في مواصلة بثها من مكان آخر داخل الولاية وبأجهزة بديلة، وعادت أمس إلى مقرها القديم بعد إعادة تأهيله، مقدمة درسًا في الصمود والعزيمة.

والآن، وبعد عدم التزام الوزراء بكل التوجيهات، على رئيس الوزراء أن يحزم حقائبه ويأتي خلال أيام إلى الخرطوم لادارة الجهاز التنفيذي منها مصطحبًا معه وزير المالية ووزارته. وحينها سنرى ماراثون عودة الوزارات للخرطوم… وإلا ستظل التوجيهات تذروها الرياح كل مرة، وهم يرون رئيس الوزراء لم يفعلها، ولن يتركوا وزارة المالية خلفهم؛ فهي التي يهرولون إليها كل يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى