اعمدة ومقالات الرأى

كاني ماني..يحيى البحاري يكتب .. سوزان، وإلى السودان في عام جديد

الخرطوم: الرسالة نيوز

سوزان، مع مطلع عام جديد، إليكِ لا بوصفك اسما فرديا، بل رمزا للإنسان السوداني بكل ما يحمله من أمل وصبر وتطلع إلى غد أفضل.سوزان، وأنتِ تقرأين الآن، ولعلك بين السطور تجدين بين حروفها عن معنى يواسي، وعن رسالة تشبه الوطن في لحظة مفصلية من تاريخه.

سوزان، لا بد أن الأعوام الماضية مرّت في ذاكرتك مثقلة بالأسئلة والانتظار. كان السودان خلالها يختبر قدرته على الاحتمال، وكان شعبه يواجه تحديات لم تكن سهلة ولا عابرة. ومع ذلك، ظل الأمل حاضرا، أحيانا خافتا وأحيانا واضحا، لكنه لم يغب تماما. وهذا ما يميّز هذا الشعب، القدرة على التمسك بالحياة رغم قسوتها.
العام الجديد، يا سوزان، ليس وعدا جاهزا ولا معجزة مؤجلة، لكنه فرصة. فرصة لأن يعيد السودانيون النظر في علاقتهم بوطنهم، وفي شكل الدولة التي يحلمون بها، وفي القيم التي يريدون أن تسود.

هو وقت مناسب لأن يصبح السلام أولوية لا شعارا، وأن يتحول التعايش من فكرة نظرية إلى ممارسة يومية تحمي النسيج الاجتماعي من التمزق. وأنتِ تمثّلين آلاف النساء السودانيات اللواتي كنّ دائما في صدارة الصبر والمسؤولية، وتمثلين الشباب الذين لا يزالون يؤمنون بأن السودان يستحق مستقبلا أفضل، ويمثل صوتك الآباء والأمهات الذين لم يفقدوا إيمانهم رغم ضيق العيش وثقل الواقع.

سوزي، في عامه الجديد، يحتاج السودان إلى خطاب عقلاني، وإلى إرادة وطنية تتجاوز الانقسام، وإلى إيمان بأن الإصلاح ممكن مهما طال الطريق. يحتاج إلى وعي بأن الأوطان لا تُبنى دفعة واحدة، بل بخطوات متراكمة، وبمواقف أخلاقية، وبمسؤولية مشتركة بين الجميع.

سوزان، وأنتِ تطوين هذه الصفحة، لعل العام الجديد يحمل مع طياته بداية أكثر هدوءا، ومساحة أوسع للأمل، وواقعا أقرب لما يستحقه هذا الشعب. كل عام والسودان بخير، وكل عام وأنتِ شاهدة على أن الأمل، مهما تأخر، لا يموت. وفي أواخر الستينات يكتب الفنان عبدالكريم الكابلي القصيدة للحبيبة والوطن ويلحن ويغني ويبدع ونحن نقتبس ونهدي ولهذا نقول جهرا: يا قمر دورين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى