اعمدة ومقالات الرأى

ضد الانكسار ..أمل أحمد تبيدي..رئيس وزراء و ضعف طاقمه الاستشاري

الخرطوم: الرسالة نيوز

مدخل
قيل :
(لو أن التاريخ رجل لأصابه الملل من فرط تكرار الإنسان لنفسه ، والسخط من فرط تكراره أخطاءه ، مع أنه التاريخ طالما قدم للإنسان عِبَراً تستحق النظر)
منصب مستشار لرئيس لا يدخل فى دائرة العلاقات الاجتماعية ولا دائرة الترضية لانه منصب يحتاج إلى خبرة وكافة عالية ومهنية وتكون له القدرة على منح الرئيس المشورة، لذلك لابد أن يتم الاختيار وفق معايير تغيب عنها الأهواء الخاصة.. .. للأسف لدينا هذا المنصب يدخل فى دائرة الترضية و العلاقات الاجتماعية وأهل الثقة الذين تنعدم فيهم النظرة العميقة للقضايا وأحيانا تلتمس بعض السطحية..
اختيار المستشارين امر فى غاية الأهمية لو يدركون ليس كما يقال (تمومة جرتق).
السياسات الخارجية تحتاج إلى قيادة رشيدة تتمكن من تحقيق الأهداف التى تضع للدولة مكانة بين الدول، هنا يلعب المستشارين دور كبير فى رسم خارطة طريق. المستشار يجب أن تكون له رؤية يرى ما لا يراه الرئيس، يلعب دور كبير فى الإرشاد.
لكن نتعامل بمنظور ضيق لهذا المنصب إلذي ادخلنا فيه الواسطة و المحسوبية.. هذه السياسة خلقت اخفافات لا حصر لها وأصبحت معوق أساسي..
لماذا يعين الرئيس او المسؤول أقاربه و اصدقاءه فى مناصب حساسة ومهمة تتطلب أصحاب الخبرة والكفاءة العلمية و التخصص؟

لماذا لا نتعظ من الماضى القريب ؟.الوفد الذي رافق رئيس الوزراء لمخاطبة مجلس الأمن الدولي يفتقد للكثير.. لو اكتفي رئيس الوزراء ب استشارة مندوب السودان الدائم السفير الحارث إدريس و مرافقته لكان أفضل اولا تخفيف الاعباء المالية، سيكون الكسب السياسي أكبر واعمق فى الأثر الخارجي.
الذين يتولون المناصب العليا تظهر قدراتها فى المنعطفات الحرجة إلتى تمر بها البلاد لان ما يقومون به يشكل مصير بلد… فلابد أن يتمتعون بالحنكة السياسية و القوة فى اتخاذ القرار حتى لو كان الثمن فقدان المنصب، فعلا الوعي الذاتي هو الذي يخلق قيادة رشيدة لهاالقدرة على التوصل إلى اتفاقيات سياسية أو اقتصادية و يشكل ما يطرحه رأي عام يجد المساندة والدعم، هذا لن يحدث إذا لم تمتلك القيادة مهارات تجيد فيها فن التفاوض والطرح.
عندما يشعر قيادى بأنه اخفق عليه اصلاح الخطأ او التخلي عن المنصب وإذا المصلحة تقتضي الإزاحة لماذا لا يتم ذلك هنا تسقط المجاملات فى المناصب الاستشارية و مراكز القرار
لم نستفيد من أخطاء الماضى نكرر ذات السياسات..
تجسدت هذه المقولة فى واقعنا السياسي
(لا أستطيع أن أقول أن التاريخ يعيد نفسه ، بل البشر يعيدون الأخطاء نفسها ، الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا يتعلم من أخطائه)
متى نتعلم من الاخطاء التى شلت حركة الإصلاح؟
متى نحذف الترضيات والعلاقات من سجل التعينات ؟
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

Ameltabidi9@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى