
أقامت شبكة لايف ميديا الإعلامية، المملوكة للصحفية القديرة عائشة الماجدي، ورشة عمل مهنية مهمة بعنوان مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية، وذلك بفندق الربوة بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة لجمهورية السودان.
جاءت الورشة في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، حيث تتعاظم الحاجة إلى إعلام مهني ومسؤول يواكب التحولات السياسية ويسهم في بناء الاستقرار وتعزيز الثقة العامة.
وقد حرصت الجهة المنظمة على تقديم نموذج مختلف للورش الإعلامية، من خلال إعداد برنامج متكامل يستند إلى أوراق علمية ومهنية جرى اختيارها بعناية فائقة.
تميّزت هذه الأوراق بعمق محتواها ووضوح أهدافها، كما عكست خبرة وتجربة القائمين على إعدادها وتقديمها، ما منح الورشة قيمة معرفية حقيقية.
وشهدت الجلسات نقاشاً مستفيضاً بين الزملاء الإعلاميين، اتسم هذه المرة بالهدوء والموضوعية، بعيداً عن التوتر والاستقطاب الذي طبع كثيراً من الفعاليات السابقة.
وكان لافتاً أن يسود الحوار إحساس عالٍ بالمسؤولية، حيث انصبت المداخلات على تطوير المهنة ومعالجة الإشكالات بروح بنّاءة.
وأسهم هذا المناخ الهادئ في إنتاج أفكار عملية ورؤى واقعية، عكست نضجاً متقدماً في التعاطي مع قضايا الإعلام ودوره في المرحلة الانتقالية.
وخلصت الورشة إلى حزمة من التوصيات العلمية والعملية، التي لامست جوهر التحديات التي تواجه الإعلام السوداني، ونالت قبولاً واسعاً من المشاركين.
وحظيت الورشة باهتمام رسمي رفيع، حيث شرف الجلسة الافتتاحية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار إير، في رسالة واضحة تؤكد أهمية الإعلام كشريك في التحول المدني.
وفي الجلسة الختامية، تسلم وزير الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ خالد الإعيسر التوصيات الصادرة عن الورشة، مؤكداً اهتمام الوزارة بمضامينها.
وبرز الوزير خالد الإعيسر بوصفه أحد أكثر المسؤولين تفاعلاً مع الورشة منذ انطلاقتها وحتى ختامها، حيث شارك النقاش بروح زمالة واضحة.
وتعامل الوزير بعيداً عن الرسميات، مقدماً نموذجاً للمسؤول القريب من الصحفيين، والمتفهم لتحدياتهم المهنية والمعيشية.
وفي مداخلة لاقت اهتمام الحضور، قدم الأستاذ عابد سيدا أحمد عرضاً متوازناً حول الجهود التي يبذلها وزير الثقافة والإعلام والسياحة لدعم قطاع الإعلام.
ودعا الزملاء إلى الالتفاف حول هذه الجهود، باعتبارها خطوة ضرورية لاستعادة دور الإعلام الوطني وتعزيز استقلاليته المهنية.
وسجل حضور الزميل الصحفي محمد حامد جمعة نوار، الملحق الإعلامي لدولة إثيوبيا (قيد التنفيذ)، إضافة مميزة للورشة.
وكان وجوده محل ترحيب وحفاوة من الزملاء، لما يحمله من بعد دبلوماسي وإعلامي يعزز علاقات التواصل الإقليمي.
وفي سياق متصل، واصل نائب رئيس اتحاد الصحفيين محمد الفاتح حضوره النشط في لقاءات الصحفيين خلال هذه الفترة.
ويأتي هذا الحراك في إطار الترتيب لتشكيل الاتحاد الجديد، عقب إجازة التعديلات المرتقبة على قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009.
كما شكّل الأستاذ جمال عنقرة، مالك مركز عنقرة للخدمات الصحفية، حضوراً لافتاً في الورشة، حيث حظي بتقدير واسع من الزملاء.
ولاحقته عدسات الكاميرات لالتقاط الصور التذكارية، في مشهد عفوي يعكس مكانته ودوره في خدمة الوسط الصحفي.
أما نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار، فقد رسخ حضوره كداعم حقيقي لقضايا الصحفيين، ما أكسبه تقديراً خاصاً وسطهم.
ويُحسب له اهتمامه بملفات معاش الصحفيين وإسكانهم، وسعيه المتواصل لتحسين بيئة العمل الإعلامي في ظل الظروف الاستثنائية.
لقد قدمت ورشة لايف ميديا نموذجاً إيجابياً لكيفية إدارة الحوار الإعلامي على أسس مهنية ومسؤولة.
وأكدت أن الإعلام، حين تتوفر له المساحة الحرة والرؤية الواضحة، قادر على الإسهام بفاعلية في بناء المستقبل.
كما عكست الورشة الدور المتنامي لبورتسودان كمنصة للحوار الوطني والإعلامي الهادئ.
ويبقى الأمل معقوداً على أن تتحول توصيات هذه الورشة إلى خطوات عملية، تعيد للإعلام السوداني مكانته، وتضعه بحق على طاولة المهنية والمسؤولية في استشراف مستقبل البلاد.




