في تطور لافت شهدته مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أفاد شهود عيان ومصادر محلية يوم الخميس بأن الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع شرعت في تنفيذ عمليات هدم واسعة طالت عدداً من المقرات الحكومية، في خطوة تهدف إلى إعادة توظيفها كمقار سيادية ووزارية تابعة للحكومة الموازية التي أعلن عنها تحالف تأسيس مؤخراً.
وبحسب إفادات شهود تحدثوا لموقع “دارفور24″، فقد شملت عمليات الهدم مبنى وزارة التخطيط العمراني، وأجزاء كبيرة من وزارة الصحة، إلى جانب الإدارة العامة للثقافة والإعلام. كما تم تدمير الواجهة الأمامية لمحكمة الأحوال الشخصية ومكاتب تسجيلات الأراضي، فضلاً عن عدد من المنازل الحكومية الواقعة غرب إدارة المساحة. وأكدت مصادر محلية متطابقة أن المساحة الإجمالية للمقرات التي تم هدمها تتجاوز 2000 متر مربع، وقد جرى تخصيصها لتكون مقار رسمية للحكومة الموازية التي اتخذت من نيالا مركزًا إداريًا لها.
وأوضحت المصادر أن مقر محكمة الأحوال الشخصية وتسجيلات الأراضي سيُعاد تأهيله ليكون المقر الرئيسي للحكومة الجديدة، حيث بدأت أعمال الصيانة فيه بالفعل. كما تم نقل وزارة الصحة إلى مركز الشهيد عبد العظيم التخصصي، المعروف سابقًا باسم مركز الحاج عطا المنان، بينما انتقلت وزارة التخطيط العمراني إلى مبنى الإدارة العامة للأراضي. ولم يتم حتى الآن تحديد مقر بديل للإدارة العامة للثقافة والإعلام، التي كانت من بين الجهات المتضررة من عمليات الهدم.
وكانت “دارفور24” قد كشفت في تقارير سابقة عن تخصيص مبنى وزارة الزراعة لمجلس الوزراء التابع للحكومة الموازية، إلى جانب مقر وزارة التخطيط العمراني الذي تم هدمه ضمن الإجراءات الأخيرة. ووفقًا لمصدر في الإدارة المدنية، تواجه الحكومة الموازية التي يقودها تحالف تأسيس تحديات كبيرة في توفير مقار دائمة للوزارات الاتحادية والمجالس الولائية، في ظل محدودية البنية التحتية الإدارية بمدينة نيالا.
يُذكر أن تحالف تأسيس، الذي يضم قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، والجبهة الثورية، إلى جانب عدد من القيادات السياسية والأهلية، كان قد أعلن في أواخر يوليو الماضي تشكيل حكومة موازية تتألف من مجلس رئاسي ومجلس وزاري، واتخذ من نيالا مقرًا رسميًا لإدارة شؤون هذه الحكومة.




