
تُعد التقنية في عالم اليوم هي الميزة التفضيلية الأولى عالمياً من حيث الأمن والتطور وتقديم اجود الخدمات.. ففي زمن تتسارع فيه خُطى العالم نحو فضاءات رقمية لا ترحم المتأخرين، يبشّر السودان اليوم بانطلاقة نوعية تحمل في جوهرها معنى الانتصار الوطني وبداية عهد جديد من الحوكمة الرشيدة. فقد أعلنت وزارة الاتصالات والتحول الرقمي إطلاق خدمة “سودا باص” للهوية الوطنية الرقمية، في خطوة تقنية مهمة ، بل استراتيجية وأمنية وسيادية بامتياز.
إن الهوية الوطنية الرقمية ما كانت ولم تكن بطاقة إلكترونية أو رمز عبور إلى الخدمات الحكومية فحسب، إنما هي حصن منيع لحماية الأمن القومي، ودرع قوي لصون بيانات المواطنين، وتأسيس لمرحلة لا يُفتح فيها بابٌ ولا يُغلق ملفٌ إلا ببصمة اليد أو العين، حيث تنتهي عصور التلاعب، وينقطع الطريق على كل محاولات التزوير والتجنيس والانتحال.
لقد ظل السودان، لعقود طويلة، يواجه تحديًا خطيرًا تمثل في هشاشة أنظمة التوثيق، وما ترتب عليها من مخاطر أمنية ومجتمعية واقتصادية. أما اليوم، ومع دخول “سودا باص” حيّز التنفيذ، فإن البلاد تُعلن—بثقة واقتدار—أنها أغلقت أحد أكبر أبواب الخطر التي ظلت تهددها في عصرها الحديث.
إن دخول السودان بوابة الهوية الرقمية ليس رفاهية تقنية وشو إعلامي بقدرما هي قفزة حضارية نحو فضاء يتطلب حضورًا رقميًا كاملًا، وقدرة على الاندماج في الاقتصاد المعرفي، وتقديم خدمات عصرية تُحاكي ما وصلت إليه الدول المتقدمة.
فكل أمة لا تحمي بيانات شعبها ، لا تستطيع حماية حدودها. وكل دولة لا تمتلك سجلًا موحدًا محكومًا بالبيانات البيومترية، تبقى عرضة للثغرات والاختراقات والتلاعب بمستقبل أبنائها.
غاليوم، ومع هذا المشروع الوطني، تمتلك المؤسسات الحكومية أساسًا متينًا لتطوير الخدمات الذكية، وتبسيط الإجراءات، وربط المواطنين بالدولة عبر منظومة تعتمد على الدقة والشفافية والسرعة، بعيدًا عن الفوضى وفجوات الورق.
إن التحية واجبة—بصدق وواجب مهني ووطني—إلى وزارة الاتصالات والتحول الرقمي التي وضعت لبنة جديدة في جدار بناء الدولة الحديثة، وإلى كل من وقف على هذا المشروع من خبراء ومهندسين وقيادات. كما نبعث بالتهنئة الصادقة إلى قيادة الدولة التي وفرت الرؤية والإرادة والدعم، وإلى الإمام وُفِّقتم لكل خير في خدمة الوطن.
إن إطلاق الهوية الوطنية الرقمية حدثًا عظيماَ بعظمة شعب السودان ، بل هو بداية عهد جديد يليق بالسودان وتاريخه، ويضعه بقوة على الطريق الصحيح نحو مستقبل رقمي متطور، دولةً ومؤسساتٍ ومواطنين.
Elhakeem.1973@gmail.com



