
كنا قد أفرطنا في التفائل حينما تم الدفع بالبروفسور كامل إدريس رئيسا لوزراء السودان بإعتبار أن الرجل يحسب للتكنوقراط وهو كفاءة لا يختلف حولها أثنان فهو رجل مؤسسات دولية معروف وله من الوجود ما يجعله يقدم لبلاده الكثير…وحتى حينما أعلن عن حكومته التي سماها بحكومة الأمل أسرف شعب السودان في الفرح وإنتظر أمل كامل ادريس عسى ولعل أن تكون نفاجا ينسى البعض مرارات الحرب وتحدياتها المستمرة..وإتضح فيما بعد أن الرجل لا يحمل في حقيبته شيئا يقدمه للسودان غير نظارة سوداء تخفي بعض ملامحه الانهزامية التي اعاقت مسيرته التنفيذية كرئيس لوزراء البلاد التي تعيش أوضاعا صعبة تحتاج لرجل نطاس وصاحب بصيرة متقدة وكارزيما
هل أخطأ البرهان حينما دفع بكامل ادريس لهذا المنصب الهام والحساس أم أن بعض الكباتن قصقصوا اجنحة الرجل وجعلوه كالعقاب الهرم لا يقوى على التحليق في سماء السودان المليء بالتطورات
رسب كامل ادريس في الاختبار وكتب نهايته بيده وفشل في تسويق نفسه كسياسي يمكن أن يكون له دور بارز في مستقبل الحياة السياسية في السودان وجسد المقولة الشعبية (دخل القش وما قال كش)
كلنا نعلم ونعرف التحديات التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب اللعينة التي دمرت كل شي وشردت اغلب شعب السودان ووزعته في دول الجوار ورغم الاستقرار الكبير في كل الولايات عدا كردفان ودارفور إلا أن العودة الطوعية فشلت في أن تكون برنامجا جاذبا لعودة أهل السودان من الخارج وهم يسمعون ويشاهدون أزمات وتفش لبعض الأمراض كالكوليرا وحمى الضنك وانتشار الباعوض وعمليات السلب والنهب الموثقة بالفيديوهات . كل هذه أشياء مقدور عليها وتحديات طفيفة يمكن تجاوزها إن كان لرئيس الوزراء رؤية ثاغبة في ادارة العمل التنفيذي بالتوجيه والمتابعة والقرارات القوية التي تقف خلفها شخصية القائد القوي. إلا أن كامل مارس الصمت وسد اذنيه بطينة النسيان وعجينة التقصير
أين الخرطوم العاصمة والمدينة والمحلية الآن ولماذا رفض الناس العودة إليها ليبرهنوا للعالم بأن السودان بخير.كيف يعود الناس وبيوتهم مظلمة يحاصرها جيش البعوض وبيوتها تنبعث منها رائحة البارود ومخلفات الحرب كيف يعود الناس وأمراض العصر الجاهلي تفتك بالبلاد ووزارة الصحة في حكومة كامل ادريس تديرها المافيات التي تتحكم في الأدوية وتخلق الأزمات لتخنق البلاد.
كيف يعود الناس وأعمدة الكهرباء ساقطة واسلاكها في دول الجوار ذهبت مع الشفشافة الذين نهبوا حتى الكوابل وزيوت المحولات
أنهض يا كامل إدريس وأثبت للسودانيين بأنك موجود وصاحب قرار.أين كبري شمبات الذي وعدت الناس بشأنه وأنه سيعود للعمل بعد ثلاثة أشهر من بداية صيانته.وأين الكثير من الوعود والتمنيات.شعب السودان لا يريد رئيس وزراء يتنطط من جهة إلى جهة كالفنان صلاح ولي قبل اعتزاله يريد رجل قليل الكلام كثير الافعال.
لماذا يعاف رئيس الوزراء المفدى مباني المجلس الجميلة وسط الخرطوم ويفضل البقاء ببورتسودان.ولماذا لا يوجه وزارته بالعودة للخرطوم الآمنة والمستقرة.أم أنهم يخشون لسعات الباعوض وهجمات تسعة طويلة بثوبها الجديد.
الاستقالة ليس عيباالعيب أن يسخر منك الشعب ويصفوك بوارغو السياسة وأنت تختبى خلف ذات النظارة السوداء بشخصية مهزوزة لا تقوى على المصادمة.توصلنا لحقيقة أن حكومة الأمل حكومة بلا أمل ونحن نشهد أن بلادنا تنحدر نحو الهاوية المواطن يكتوي بفوضى الأسعار وجشع التجار وافتراء شركة الكهرباء التي فرضت على كل عداد مبلغ ضخم من المال نعلم أنك لا تدفع فاتورة العداد التي نتحمل كلفتها نحن ولكن كان من الأجدى بك أن تمارس دورك كمسؤول عن شأن أهل السودان وتوقف جشع مافيا الكهرباء التي عاقبت الناس بأثر رجعي وهم يكتون بتاثيرات الحرب .
أين أنت أخي البرهان.لماذا لا تراقب هذا الرجل الذي يبدو انه سنة أولى سياسة.أنقذنا اكرمك الله وادفع لنا بمن هو قوى.نريد القوي الأمين صاحب القلب الحار والعين التي لا تنام لإدارة شأن بلادنا التنفيذي.



