
تُعدّ ولاية غرب دارفور، وحاضرتها الجنينة – دار أندوكة التي عُرفت يومًا بمدينة الجمال، واحدةً من أكثر الولايات السودانية أهميةً بحكم موقعها الجغرافي الحدودي الذي يربط السودان بدول الجوار ويشكّل البوابة الغربية للبلاد، علمًا أنّ الجنينة كانت أولى المناطق التي طالتها نيران الحرب، فدُكّت جنينتها الجميلة، وضاعت ملامح الحياة كما يحدث اليوم في مدينة الفاشر.
وفي خضم هذه المأساة، أصدر رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان قرارًا بتعيين بحرالدين كرامة والياً على غرب دارفور خلفًا للراحل خميس عبدالله أبكر، غير أنّ ما أعقب القرار لم يكن في مستوى تطلعات أهل الولاية ولا حجم معاناتهم، فمنذ تولّيه المنصب، أحكم كرامة قبضته على مؤسسات الولاية كافة، وقام بحلّ الحكومة دون أن تطأ قدماه أرض الولاية التي وُلد اسمه واليًا عليها، كما يقول المثل الشعبي: “جاءته مملّحة”، أي نالها جاهزة دون جهد، المحزن والأعجب من ذلك أنه لم يُشكّل اي حكومة حتى الآن فقط اكتفي بإعادة الثقة علي وزير المالية، جامعًا في شخصه مهام الوالي وجميع الوزارات، مستعينًا بذراعٍ إداري محدود القدرات يتقاسم معه الأدوار والقرارات التي لا يُعرف مصيرها ولا أثرها على أرض الواقع، وفي المقابل، يعيش مواطنو غرب دارفور مأساة إنسانية قاسية؛ آلاف النازحين واللاجئين يفترشون الأرض داخل الولاية وفي تشاد ودول الجوار، بينما يواصل الوالي الغياب، ويخيم الخذلان على المشهد بأكمله، يدرك مجلس السيادة ورئاسة الوزراء جيدًا أنّ بحرالدين كرامة لم يقدّم شيئًا لغرب دارفور، ولن يضيف شيئًا مهما طال بقاؤه على الكرسي، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا يُحتفَظ به في موقعه حتى الآن؟ ومن المستفيد من هذا الجمود والاحتكار؟



