
منذ عقود من الزمان لم يحظى السودان بنخب بحجم وقدر هذا الوطن المكلوم، وذلك لأن أغلب ساستنا لا تتخطى رؤاهم الكرسي الذي يدفعون الغالي والرخيص للوصول اليه، حتى لو كان الثمن الوطن، تجارب كثيرة مرت جعلتنا لا نحترم هؤلاء الساسة، الذي ابتلى الله بهم الشعب السوداني، فالشاهد ان أحدث تجربة مرت على السودان هي ثورة دبسمير المجيدة التي دفع فيها الشعب السوداني بأغلى واعز ابنائه، منهم من سقط شهيدا ومنهم اصيب باصابات اقعدته ولم يجد حتى من يسانده ويخفف عليه ، ومازال بعضهم ينتظر علاج من الدولة التي قدم نفسه فداء لها ، ولا حياة لمن تنادي، كل ذلك لم تقدره هذه النخب الكسيحة، والتي سارعت بأمضاء اتفاق مع العسكر والقتلة رغم علمها بمكرهم وغدرهم، لكن من أجل السلطة رفضوا الانصياع لاوامر الشارع الذي كان يطالب بحكومة مدنية كاملة ( الدسم)
وكانت من ابرز شعارات الشارع في وقتها العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ، وتمادوا أيضا في غيهم بعد رفضهم لحديث العقلاء والحكماء من ابناء هذا الشعب بتكوين حكومة كفاءات واصروا بإدخال كوادرهم ال غير معروفة وايهام الشعب بأنهم كفاءات وفي الواقع هم أعضاء لاحزاب ، وليس مستقلين، أخطاء ساستنا لا تحصى ولاتعد، فهم يتحملوا الآن كل مايحدث من قتل وتشريد ونزوح وانفلات للأمن وهم لبس ابرياء، ولن يرحمهم التاريخ بمت فعلوه من عدم مسؤولية واستهوان بهذا الوطن العظيم، بعد ان تركوه للفلول وكتائب الظل والجنجويد تفعل فيه ما فعله فرعون في شعبه بعد أن قال لهم انا ربكم الاعلى !! نتمنى أن يصحو هؤلاء الساسة من غفلتهم ويضعوا الوطن فوق المناصب وفوق كل شيء ، وأن يسارعوا الا كلمة سواء تقدم الوطن فوق كل شي وان يسمو الجميع بخلافتهم حتى يتسنى لهم ايقاف الحرب و ايقاف نزيف الدم ، ومن ثم تكوين حكومة مدنية في أسرع فرصة ممكنة بتوافق سياسي كبير تتقدمه حكومة كفاءات وطنية .