
الإمارات وصناعة الخراب في السودان… ممرات نفوذ فوق الدماء
الإمارات وصناعة الخراب في السودان… ممرات نفوذ فوق الدماء
الإمارات وصناعة الخراب في السودان… ممرات نفوذ فوق الدماء
بقلم: إسماعيل محمود
لم تعد دويلة الإمارات تُخفي شغفها وجموحها بإدارة الفوضى في الإقليم.. إذ اعتادت اللعب في مناطق كثيرة لتصفية حساباتٍ إقليمية، وإعادة رسم خرائط النفوذ في القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، عبر سياسةٍ تقوم على التحكم دون التورط المباشر. فهي لا تحارب بجيوشها، بل تدفع بالوكلاء والمرتزقة، وتستجلب المقاتلين من شتى أنحاء العالم لتوسيع نطاق نفوذها وتأمين موطئ قدم على تخوم البحر الأحمر.
لكن في السودان كانت التجربة الإماراتية الأكثر خبثا وغدرا ودموية فمنذ ما قبل اندلاع حرب أبريل 2023 نشطت أبوظبي في تغذية الفتن وإشعال الصراعات القبلية والمناطقية وتجنيد عملاء لها اغرتهم بالمال ووعود إسنادهم في سلم الصعود السلطوي..ثم كانت آخر مكائدها الدفع بمليشيا التمرد لفرض حرب على الشعب السوداني مستخدمةً الأموال والسلاح والمقاتلين المستجلبين من عدة دول أبرزها كولومبيا.
لم تكتف الإمارات بتمويل الحرب، فقد أنشأت شبكات تهريب وتوريد للسلاح عبر منصات برية وجوية في دول الجوار، لتحويل الإقليم إلى قاعدة نفوذ تمتد من الجنوب الليبي إلى دارفور وبهذا سعت. وتسعى لبناء ممر نفوذ يتيح لها إنشاء أكبر منصة لتدمير السودان وزعزعة الإقليم.
التقارير الدولية واخرها التقرير الأممي الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن وكلها كشفت حجم التورط الإماراتي في تسيير شحنات عسكرية بريطانية الصنع وصلت إلى مليشيا التمرد عبر أبوظبي في التفاف وتجاوز فاضح على القيود الدولية.. ولكن لم يكن هذا النمط الدموي جديدا على الإمارات.. إذ سبق أن مارسته تكرارا في ليبيا واليمن والصومال وشرق إفريقيا وما زالت.
المفارقة المدهشة أن أبوظبي تقدّم نفسها وسيطاً إنسانياً في الوقت الذي تمارس فيه أبشع الانتهاكات والتدمير على الأرض.. وتغذية مليشياتها بالمال والسلاح والمرتزقة.. غير أن الصمت الدولي تجاه جرائمها في السودان شجعها على المضي قدما في تهديد الأمن الإقليمي، خصوصا في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.
لكن ما لا تدركه أبوظبي أن كل جريمةٍ ترتكبها ضد الشعب السوداني تزيد من عزيمتهم وتماسكهم (فالزول) السوداني الذي صمد في وجه تجارب عديدة لن يركع أو ينكسر وهو الذي أفشل كل مخطط أراد إذلاله، وسيفشل هذا أيضا.
ستدور الدوائر على الدويلة وسترى ببصرها المعطوب هي وكل المتآمرين على السودان كيف ستهوي مشاريعهم في درك سحيق.. وكيف ينهض السودان من وجعه أكثر صلابة وإيمانا وعزيمة ،




