
منذُ أن إستقلّت جمهُوريةِ السّودان في العام(١٩٥٦م) لم تتعافى من وطأتِ الصّراعات الحِزبية من جهةٍ والحركات التحررية والإنقلابات العسكرية من جهة أخرى؛ حيثُ ظلّ الشعب السوداني ولعقودٍ من الزمان يعيش على “الكفاف”،وأحايين أخرى يفتقد لإبسط مقومات الحياة (ماء صحة تعليم)….الخ.
فقد ظهر في السطح مصطلح السودان الجديد كمصطلح وليد على مسامع الشعب السوداني الحالم بدولة الرفاهية والعدالة الاجتماعية، هذا المُصطلح أصبح أيقونةٍ لكّل من يحمل السلاح ضد الدولة السودانية متزرعاً أنّ الحكومةَ المركزيةُ هي معقل الظُلم والفساد، ولابّد لنا أن نأخذ حقوقنا ونبني السودان الجديد ….ولم يعوا أنّ السُودان قد أفل نجمه وتويّج إلى مثواه الأخير؛ بموت الراحل المُقيم جون قرنج ومن قبله يوسف كوة مكي والبطل الفذّ تيلفون كوكو، ودانيال كودي، وغيرهم من الذين صنعوا مجد السودان الجديد بالعرق والدماء والكفاح المستمر.
ولكن بعد ما رحل الأفذاذ إلى عالم الجزء الاخر من الحياة(الآخرة)؛ سقط لواء السودان الجديد وتعطل هذا المشروع كتعطل عربة الكومر، وذلك يعود الي” القبلنة” التي جعلته يتآكل من الداخل، يُذكر أنّ الراحلان (دكتور جون ويوسف كوة مكي) كانا من الرافضين للنعرات القبلية والعنصرية ودوماً ينظران إلى أنّ بناء السودان الجديد يتطلب التسامح مع الآخر، وقبول الآخر هو من متطلباتِ نجاح هذا المشروع.




