
إلى السيد : سعيد عبدالله دِنـي – رئيس إقليم بونتلاند.يجده بخير
أكتب إليك سيدي الرئيس وفي القلب حسرةٌ وألم بعدما نما إلى علمنا استخدام دويلة الشر مطار مدينة بوساسو لتمرير الأسلحة إلى مليشيا الدعم السريع الإرهابية، ليس ذلك فحسب ولكن المعلومات الواردة أشارت أيضاً إلى انطلاق مسيّرات استراتيجة من بوساسو واستهدفت مواقع حيوية وأعيان مدنية في العاصمة الإدارية الجديدة بورتسودان.
سيدي الرئيس
لسنا بحاجة إلى تذكيركم بعمق أواصرالعلاقة والصلة بين الشعبين الصومالي والسوداني فذلك مما عُلم بالضرورة منذ دهور، ولكن أكتب إليكم اليوم معاتباً ولائماً؛ بل مشفقاً على بلد أخٍ وشقيق عانى لعقود من ويلات الحرب ولكنه أصبح اليوم يصدّرها للآخرين. إن ما يربط السودان والصومال سيدي الرئيس يفوق عمر الدويلة التي تعملون لصالحها بكثير؛ فأرض البونت, خصيصا, تربطها عولائق عميقة مع مملكة كوش كما تعلمون.
هذه جذور سيدي الرئيس وإن كان يشقّ علينا -مخاطبتكم بالسياذة والرئاسة- بعدما بدر من قِبلكم ولكنّا نمتثل للقائل “إن الكِرام وإن ضاقت معيشتهم دامت فضيلتهم والأصل غلاّب” ضاربة في العمق منذ سنين سبقت ذكر أو حتى تأسيس دويلة الشر.
الأخ الرئيس
نذكر سيادتكم بأن السلطة لاتدوم و لو أنها دامت لأحد لدامت لأسلافكم أمثال: المؤسس آدم عبدالله، و عبدالرزاق حاجي حسين، فهم أصحاب وطنية وفكر ومشروع ،فلو أن الدويلة قد وعدتك بحكم لا يبلى فاعلم أن ذلك وعد من لا يقدر لمن لا يستحق.
إن دويلة الشر التي فرقت بينك وبين اخوتك في مقديشو لا تريد بك ولا بهم خيراً، وما أنت الآن سيدي الرئيس إلا آداة لدويلة الشر التي يقف خلفها الكيان الصهيوني، وعليه فما أنت إلا وكيل للوكيل.
فانظر أي مكانة اخترتها لنفسك ولبونتلاند إقليم الفيدرالية الصومالية الأم بعد أن كان إقليماً جامعاً مانعا ًعزيزاً حمل راية الصومال الواحد المستقر عالية حينما كانت الفوضى ضاربة في أرجاء الصومال الأخرى.
إنك سيدي الرئيس بهذه الخطوة السياسية الرعناء إنما تطلق النار على قدميك وعلى مستقبلك السياسي واعلم أنك أنت،أنت فقط الخاسر الأكبر؛ فالعلائق بين السودان والصومال عُراها أشدّ وأقوى من أن تتأثر بتلك السياسية، فنحن على علم تام بالمودة العميقة التي تربط بيننا وبين إخوتنا فنحن أبناء مشروع واحد ومصير مشترك.
بهذا الموقف المخزي تصبح أيها الرئيس عدو للشعب البونتلاندي والشعب السوداني سواء بسواء ومثالاً للوضاعة والخذلان لكلا الشعبين.
ما فتئ السودان وشعبة وهو يقدم لبونتلاند المعرفة والمعونة في الرأي والإستنارة فهل يكون جزاءه القنابل والأسلحة الفتاكة والاستراتيجية!! فوالله ما هذا إلا فعل اللئيم والعميل،وإنا لنخشى أن ينطبق عليكم قولهم “أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم قد ضلّ من كانت العميان تهديه”، إن حفنة الأموال التي تقدمها لك الدويلة اليوم ستجرّ وبالاً و خيبة و سوء مصير لك ولمن وافقك وسكت على ظلمك وجهلك في الدنيا والآخرة.
– إلى الملك برهان ملك موسى ملك قبيلة الدارود
بعد التحية التي تليق بجلالتكم أكتب إليكم بإسم شعب مكلوم يتعرض لمؤامرة تاريخية لم يسبق لها مثيل،نحن يا جلالة الملك على علم وثقة بموقفكم الكريم من الحرب السودانية ومن الحملة التي تشنها علينا دويلة الشر لكنّكم وإيّانا على علم تام بأن لكل مجتمع سفهاء، إن سفيهكم المدعو سعيد عبدالله ِدنـي قد تجاوز كل الحدود فلم يحفظ وداً ولم يُبقِ على طيب العلائق بيننا ولاحُسن أخلاقٍ ولا كريمها.
إن المرجو منكم جلالة الملك تقويم سفيهكم فأنتم لا تستحقون أن يمثّلكم شخص بهذه الرعونة السياسية والوضاعة الأخلاقية.
إن لكم يا جلالة الملك تاريخاً نحن حريصون على ألا أن يدنسه أمثال هؤلاء فـرحم قبيلة الدارود التي أنجبت الزعيم التاريخي عبدالله يوسف ولّادة، وإن الأخوّة التي تربطنا بجلالتكم وبشعبكم هي التي تحتم علينا مخاطبتكم فما يربطنا بكم أعزّ وأكرم من أن يُبعثربفعلِ السفهاء.
إلى شعب بونتلاند الشامخ العظيم
لا يخفى على إخوتكم في السودان عظمة شعبكم وتاريخكم العريق في إحقاق الحق ونصرة المحتاج وتقويم المعوّج من الفعل والقول ، نكتب إليكم اليوم ونحن موقنون في تضامنكم مع إخوتكم في السودان غير مشككين في حرصكم على استمرا حسن علاقاتكم معهم كأشقاء ، وإن كان ليسؤونا أن يبرز المدعو سعيد عبدالله دِنــي بما فعل مؤذياً لإخوتكم في السودان.
نكتب إليكم ويحدونا الأمل ولا يعترينا ظن في حُسن تقديركم للمتغيرات التي نتجت عن ما فعله الرئيس دِنــي ،آملين أن تجدوا سبيلكم إلى ثنيـه عن تعاونه مع دويله الشر وتوجيهه بالرأي السديد فما المسلم للمسلم إلا نصير كان ظالماً أم مظلوماً.
نعلم أيها الشعب المفضال ان مصابنا مصابكم وأن مصيرنا مصيركم وما الدويلة التي تغرر بالمدعو سعيد ِدنـي بحريصة على إستقراركم وتنميتكم وأمنكم وأمانكم, إنما هم عملاء ووكلاء بعضهم من بعض يعملون لصالح الكيان المغتصب ومشروع الشر العالمي.
أيها الشعب الكريم المعطاء ما كان لنا أن نكتب إليكم إلا استدامة لوشائج المحبة بيننا وإبقاء للعلاقات الطيبة التي تجمع شعبينا.
محمد الشفيع البدوي.